هذه قصة حدثت لإمرأة ...
كانت هذه المرأة تجلس في منزلها بين أطفالها تتحدث مع هذا وتلاعب تلك ...بعد قليل دخلت إلى غرفتها وأغلقت الباب ورائها ..أتتها صغيرتها تبكي تريد الدخول على أمها ...
ذهبت تلك الأم لفتح الباب ..وإذا الباب مغلق ....تحاول بكل ما أوتيت من قوة ...وبالباب متصلب ...
نادت خادمتها ....افتحي الباب من الخارج ....تحاول الخادمة ولا فائدة ....بكت الصغيرة أكثر ...ويزداد التوتر ....وأخذت تقول للخادمة أسرعي أحضري مفك أو سكين أو أي شيء .. تصرفي ...
قامتا بكل الوسائل الممكنة والباب مغلق ....
هنا انتابها شعور غريب ...
قالت في نفسها يا إلهي كيف القبر ؟؟
أنا هنا ضاق نفسي برغم أن غرفتي واسعة مضيئة مكيفة فراش وثير .. كما يوجد حمام شخصي في الغرفة ..وأيضاً كمبيوترها المحمول .هاتف المنزل وهاتف الجوال...كل وسائل الترفيه الممكنة موجودة لكني منقطعة عن أقرب الناس إليّ ...
قطع حبل تفكيرها صراخ ابنتها وركض أطفالها ..." ماما افتحي الباب أختنا سقطت من الطاولة "
لا حول ولا قوة إلا بالله ....
وأخذت تدفع الباب بكل قوتها ولكنّ لم يرد الله بعد أن يُفتح ...
كانت الخادمة تحاول جاهدة ... اتصلت حينها بزوجها كان وقت خروجه من العمل ...فلم يجيب ..
تتصل أخرى فلا يرد ....
إلى أن رد على اتصالها وكان يهدف للذهاب إلى مكان ما فأخبرته بمصابها فعاد إلى المنزل مسرعاً ...
حاول أن يفتح الباب بقوة لم يفلح ...نادى الحارس ..لم يتمكنا .. أحضرا ثالث ممن يعرف لهذه الأمور ...وتسمع يقولا :لم نمرّ بحالة مشابهة ...
في تلك الأثناء صاحبة القصة تذكرت قصة من أغلق عليهم الكهف وأخذ كل واحد يتذكر عملاً خالصاً لله ...
فتذكرت عملاً كانت تراه من اعظم الأعمال ....وتوقعت دقائق ليُفتح الباب ...فلم يفتح !!!
تذكرت عملاً آخر ...فلم يفتح !!!
جلست حينها تبكي بكاء مريراً ...يا إلهي أيُعقل أني أسأت الأدب وشوبت نيتي !!!
أيُعقل أني لم أكن مُخلصة ؟؟؟
هل شوبت تلك النية حب نفس وحب ذكر ؟؟؟
تخيلت وقوفها في عرصات يوم القيامة تقول: فعلت وفعلت ....
فيقال لها : فعلت ليقال عنكِ ....
وقد قيل .....
تذكرت قوله تعالى : {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا} (23) سورة الفرقان
وقوله جلّ في علاه : {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} (104) سورة الكهف
لا حول ولا قوة إلا بالله ...
أخذت تبكي حالها تقصيرها حزنت على مافات منها استغفرت أنابت ...حزنت على سوء أدبها مع رب السماوات من بيده أن يرفعها ويعلي شأنها ويفك ضيقها فقط إن أحسنت النية ... وصدقت مع الله تبارك وتعالى ...
قالت والله لن يُفتح هذا الباب لو لم يرد الله ولو فعلوا ما فعلوا ... ورددت
" إلا أن يشاء الله " إلا أن يشاء الله " " إلا أن يشاء الله "
حينها ذكرها الله بمال كانت تخفيه لمشروع ستقوم به ...ولكنها علمت بأن هناك طفل مريض يحتاج مساعدة فأعطته لوالديه ولا يعلم بعد الله بذلك أحد إلا زوجها لأنه من سيوصل ذلك المال ...
قالتها خائفة
إلهي إن كنت فعلته لأجلِك ففك أسري وفرج همي ....
دقيقة واحدة .. أو اثنتين ...فُتح الباب ...
الله أكبر .. الله أكبر ... الله أكبر ...
أغلق بابها ..ولكن باب السماء لم يُغلق
باب الرحمة والمغفرة ...
باب من يسمع كل الأصوات ...ويرى كل الخفايا والأسرار ..مفتوح لمن يحسن الظن ...لمن يعرف الله تبارك وتعالى ...لمن يعرف أن لنا رباً ..عظيماً ..حكيماً ..قوياً ..سميعاً ..مجيباً ..كريماً ..ودوداً ..غفوراً ..رحيماً ...
سبحانه جلّ في علاه ...
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (67) سورة الزمر
_________________
أحدث الصور
