pm
لوحظ فى الآونة الأخيرة أن الكثير من قصص الحب تبوء بالفشل و تنتهى بالفراق و ينتاب طرفيها من العشاق حالة من اليأس و الندم و الإعتقاد بأنه ليس هناك حب ولا هناك أمان للحب و أن الحب مجرد خدعة هدفها الوحيد هو إرضاء العريزة .
عزيزى العاشق الذى دمرك الفراق قال لنا الله تبارك و تعالى فى الآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم * ما يصيبكم من خير فمن الله و ما يصيبكم من شر فمن أنفسكم *
فكيف اذا علمنا أن الحب نفسه غريزة بل حقيقة واضحة وضوح الشمس و واجبة .
فمن الناحية الدينية كلنا نعلم أن سيد الخلق أجمعين و خاتم النبيين سيدنا محمد بي عبد الله صلى الله عليه ة على آله و أصحابه أجمعين و سلم قد سماه الله حبيب الرحمن أى أن الله وصفه بالحبيب بل أقرن اسمه بإسم الله فسماه حبيب الرحمن نفس النظرية بالنسبة للصداقة فهنا الخليل سيدنا ابراهيم عليه السلام خليل الرحمن ، مما يعنى أن الحب موجود منذ القدم .
و من ناحية أخرى نجد أن الله تعالى قال قى كتابه الكريم * و جعلنا بينهم مودة و رحمة * وجعلناكم شعوباً و قبائل لتعارفوا* ، نلاحظ هنا أن الآية الكريمة أشارت إلى الود و الرحمة و التعارف .... بالله عليك أخى القارئ الكريم ألا تشعر معى بهذه المعانى و هى من سمات الحب ؟!!
ألم تتفقوا معى أن الحب يبدأ بالتعارف ثم يكون الود و تكون الرحمة فتضحية الحبيب لحبيبه رحمة له !!
وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " إن الله يحب أحدكم إذا عمل عملا أن يتقنه " أى أن الحب مذكور أيضاً فى الأحاديث النبوية الشرفة
وهناك الكثير و الكثير من الأحاديث الشريفة و الآيات الكريمة الدالة على وجود الحب .
عزيزى القارئ الكريم لقد قال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم * إستفتِ قلبك ولو أفتوك * مما يدعونا إلى أن نفكر سوياً فى الدليل المنطقى ...
فإذا نظرنا للحب ككائن حى يعيش بين الناس وجدنا له ثلاثة أنواع هم :
1 - الحب بالقلب .
2 - الحب بالعقل .
3 - الحب بالعقل و القلب معاً .
وقبل أن أخوض فى صلب الموضوع أود أن أوضح نقطة هامة للغاية و هى أن هناك نوعاً من الحب إسمه الحب الأفلاطونى نسبة إلى الفيلسوف أفلاطون و هو نفس نوع الحب الذى جمع بين قيس و ليلى و عنتر و عبلة و غيرهم من الأمثلة الشهيرة على هذا النوع من الحب الذى يعنى بحب الروح فقط ، الحب المجرد من أى غرائز فهو حبٌ للروح و ليس الجسد .
أما الأنواع الثلاثة فهى زاوية أخرى ...
فأما الحب بالقلب ...
فهو لا يستمر و يبوء بالفشل دائماً إذا كان بالقلب فقط ، حيث أن القلب يلغى جميع الحواس الأخرى فى سبيل إرضاء المحبوب و يقنع العاشق بمحبوبته أياً كانت عيوبها كما قال المثل الشهير " مرآة الحب عمياء " و بالتالى يكون العقل فى غيبوبة تامة و غرفة مظلمة ولا يأخذ فى الإعتبار الظروف المحيطة و تغيرها ، ذلك بالإضافة إلى أن الآية الكريمة * إن السمع و الأبصار و الأفئدة كل ذلك كان عنه مسئولا * أى أن القلوب بيد الله و هى متقلبة لذلك سميت قلوب نظراً لهذا التقلب .
و أما الحب بالعقل ...
وحده أيضاً لا يستمر و يبوء بالفشل دائماً ... لأن العقل حينما يفكر يتحلل تماماً من العواطف و الإحتياجات العاطفية و بالتالى يضيع معنى الحب و يظل يتضائل تحت ضغط ظروف الحياة و تغيراتها و تغير المجتمعات و المبادئ و الأفكار و يظل يتضائل إلى أن يموت .
بينما إذا نظرنا إلى الحب الذى يجمع بين القلب و العقل فنجد أن هذان الأبوين الرحيمين " العقل و القلب " يرعيا الطفل البرئ و هو الحب رعاية دائمة تصونه و تنميه ..
حيث يقوم العقل بدراسة المحبوب الذى يلفت انتباهه و يدرس هل هو مناسب لمعتقداته و مبادئه أم لا و هل يمكن الإرتباط به أم لا و ماذا يكون رأى الأهل الذى لا أحد يحب مخالفته ومن ثَمَّ يستقر على أن هذا يصلح كشريك للحياة
ثم يترك الزمام للقلب كى يسبح و يرمح بجواده فى ساحة قلب المحبوب و يغذى الحب بالكلام المدلل الجميل الرقيق .
عزيزى القارئ ...
كل منا يعشق و يحب ولو فى خياله فالحب غريزة كتبت علي جميع الكائنات فحتى الزواج يكون بهدف إسعاد الحبيب هكذا فى حالة الحب الأفلاطونى أو كما اتفقنا الحب بالعقل و القلب معاً ....
ها قد عرفت أنواع الحب فأيهم تختار لنفسك ؟ ... الإستمرار أم الفراق؟
أحدث الصور
