مزيداً من الحب في زمن ضعفت فيه قوة الترابط بين البشر لكثرة المصاعب والنكبات والألم التي باتت تتخلل حياتنا اليومية فالحب وحده يمكنه أن يقوي النفس البشرية ولكن قلة من عرف معناه.
الحب حقيقة عظيمة مظلومة، فالكل يدعي الحب ويدندن به ولكن الكثيرين بعيدين عنه بعد الشرق عن الغرب. وكثير من يطمحون إلى الحب ويدبجون المقالات والقصائد في الإشادة به ولكنهم لا يتحملون أي تضحية أو عطاء أو تخل عن الأنانية في سبيله فكيف يتحقق لهم ذلك؟!!
الحب: هو سر الأسرار يعلو الزمان والكلمات، ضياء إلهي يشمل جنبات النفس فتشع خيراً وجمالاً ودفئاً، فالحب حقيقة شاملة قمة شامخة، وعمق إبداعي.
الحب: مثل القوى التي لا ترى ولكنها تحس وتؤثر في وجودنا وتؤثر في حركة الكون فتظل السماء فوق رؤوسنا بلا عمد وتظل الأرض راسخة برواس لا ندري غورها، فتطلع علينا الشمس لننعم بنورها ودفئها، ويطلع علينا القمر لنستأنس بنوره المشع. فالحب إحدى هذه القوى الكونية العجيبة حيث ترتبط روح النفوس الطيبة ببعضها. هذه القوى التي لا تستطيع قوى أخرى أو كل القوى أن تصنعها (سوى الله سبحانه وتعالى).
فالحب ليس مقتصراً على سن أو جنس أو زمان أو مكان بل هو نسخ الحياة الدائم. فإذا كان الحب محركًا رئيساً فلننطلق مع حب غير مشروط، فالحب وحده يكفي لمن فهم رسالة الحب ومضمونه. فهو ينمو ولا يتغير وينضج ولا يتحول ولا يشيخ أبداً بل يكسب قوة وحيوية.
فالحب ينشأ مع أول قطرة يتغذى بها الطفل من لبن أمه فهي القطرة الأولى من الحب التي يتغذى بها الطفل فكلها احتواء ودفء ونظرات حانية وصوت حنون وصحبة دائمة كل شيء يبعث الطمأنينة خاصة أنه حب غير مشروط حب دون مقابل حب مطلق. حب يولد مع الفطرة الإلهية. هذه القطرات الأولى من الحب التي تستمر كنهر متدفق لا يهدأ حتى آخر يوم من عمرنا ذلك هو النموذج الأكمل للحب غير المشروط.
فأكثروا من التعبير بالحب بالقول والعمل وبالكلمة الطيبة والاهتمام المتبادل ولكن خطانا في دروب الحب رملاً نديًا لا يسمع لها وقع ولكن له آثار واضحة جلية.
أرجو أن يكون هذا المقال أقنعكم بأن مزيداً من الحب هو الوسيلة الأسمى لقوة الترابط بين البشر والمؤازرة في مواجهة مصاعب عصرنا وذلك من خلال الرغبة الصادقة والفهم الصحيح لمعنى الحب. وأنا على يقين بأن كل فرد منا بحاجة ماسة إلى استشعار مزيداً من الحب في نفسه.